حضرة نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف،
حضرة نقيب المستشفيات الدكتور سليمان هارون،
حضرة الدكتور نزيه غاريوس، المدير العام،
حضرة الدكتور ايلي غاريوس، المدير الطبي،
حضرة العمداء والأساتذة ومدراء الأقسام في جامعة البلمند،
أيها الحفل الكريم،
في زمنِ المصاعِبِ والويلاتِ إمّا أَنْ نُحبَط ونيأَس فنقول كالضعفاء "تجري الرياحُ بِمَا لا تَشْتَهي السفُنُ" أو نخالِف المتنبي فنقول "تأتي الرياحُ كما شاءَت سفينَتُنَا فَنَحنُ الرياحُ ونَحنُ البحرُ والسفُنُ".
في هذا الوقتِ العصيب الذي نمُرُّ بِه، نرى وطَنَنَا يئّنُ من جِراحِ الفسادِ ويزرِفُ الدموعَ على أبناءٍ هَجَروه مُكْرَهِين.
في هذا الوطن تتعاظَمُ الآلآمُ، وتتراكَمُ المصاعِب والمصائِب، وتنهالُ النكبات، وكأَنَّ بهِ أصبحَ سَدُومَ وعَمُورَة.
كَثُرَت آثامُ حُكامِهِ، فابتلوا البلدَ بخطاياهِم، وتعاظَمَ فسادُ مسؤوليه، ونامَت ضمائِرُهُم، وانعدَمَت أخلاقُهُم، وتحَجَّرَت قلوبُهُم.
أصبَحَ الوطنُ يبكي بَنيه، وبَنوهُ يعيشونَ غربةً في وطنِهِم
فالويلُ لأُمّةٍ سائِسيها تَغلِب، وفيلسوفِها مُشَعوِذٌ، وفنّها فنُّ الترقيع والتقليد كما قالَ جبران خليل جبران.
في ظلّ هذا الوضعِ الظالم، والواقِع المُظلِم، يبقى أملُ الأوطانِ في أبنائِها الصالِحين، وليسَ في حُكامِها الفاسِدين.
انطلاقاً من هذهِ القناعةِ، نشَأَ التعاونُ بين جامعة البلمند ومستشفى جبل لبنان لتُصبحَ هذه الجامعة الرائدة الراعي العِلمي والمظلّةِ الأكاديمية لهذا المستشفى المُتَمَيز في الحقلِ الطبي.
ينبعُ هذا التعاونَ من قناعةٍ راسخةٍ لدى الطرفين، بأنَّ تضافُرَ الجهودِ في هذه المرحلةِ الدقيقة من حياةِ الوطن إنَّما يُعطي أملاً بمستقبلٍ أفضل، ويُثَبّت رجاءَ شبابِنا بوطَنِهم، علَّهُم يبنونَ وطناً يرقى إلى مستوى أحلامِهِم ويليقُ بِهِم وبأبنائِهم.
فكما جاءَ في الحديثِ الشّريف "من نِعَم الله عليك حاجةُ الناسِ إليك فما أعظَمَ هذهِ النِعَم علينا". فإنَّ حاجةَ الناسِ عظيمةٌ،
حاجَتِهِم إلى جامعةٍ تُعْنَى برجاحَةِ عقولِهِم وصفاءِ ضمائرِهِم ونقاءِ قلوبِهِم.
كما هي عظيمةٌ هذه الحاجةُ إلى مستشفى جامعي يُعنَى بسلامةِ أجسادِهِم ويحفَظُ حياتَهم ويحافِظُ على وجودِهِم.
من هُنا أُؤَكِد أنَّ جامعةَ البلمند كانَت وستبقَى مِنبَراً عِلمياً يحملُ رسالةَ الثقافةِ، ويُرسِخُ مبادئَ الأخلاقِ والمَناقبية ومحبةَ الوطن.
أخيراً آملُ أن يكونَ هذا التعاون انطلاقةً مشرقةً في هذا الزمنِ المُظلِم، تعاوناً يمثّلُ التكاملَ البنَّاء، حيثُ يجتمعُ العِلمُ والمعرفة لخدمةِ الوطن وأبنائِهِ فتجعَلُ من التحدياتِ فُرَصاً للنجاح والتمَيُّز.
باركَ الله هذا التعاون وأبقاهُ سليماً متيناً ومتكاملاً.
عشتُم،
عاشَت جامعةُ البلمند راعيةً لهذا المستشفى المُتَمَيز بعلمِهِ وإنسانِيتِه،
وعاشَ لبنانُ حرَّاً سليماً معافىً.