أيها الحضور الكريم،

يُسعدني اليوم أن تكون جامعة البلمند حاضنة لهذا الإحتفال المميّز الذي تفوح منه رائحة العطاء الخيّر، وتنبعث منه شرارة الأمل، وتتألق فيه محبة الحياة والتطلع للمستقبل.

فكم نحن بحاجة إلى العطاء في زمن الحاجة وكم نحن بحاجة إلى الأمل في أيام المحن وزمن اليأس. وكم نحن بحاجة إلى محبة الحياة في زمنٍ أصبح الموت فيه سبيلاً للنجاة من الأحزان.

فكم يفرحني اليوم أن نجتمع مع من نذروا أنفسهم لكي ينتزعوا أطفالاً من براثن الموت ليعيدوهم شباباً فرحين إلى حياة ملؤها الأمل والسعادة.

وكم يفرحني اليوم أن أرى وجوهاً ملؤها التفاؤل في زمن يسوده الشؤم والتشاؤم. الشؤم من تعاظم الشر المحيط ببلدنا، والتشاؤم بوجود من لا ثقة بعقولهم لإدارة أزمة، ولا بضمائرهم لإحقاق حقٍ ولا ببصيرتهم لرؤية المستقبل.

ولكننا حين نرى حضوراً كالذي نراه اليوم يزداد أملنا، وتكبر عزيمتنا، ويشتد عزمنا على المضي قدماً، لإعادة بناء بلدٍ يُشبه شبابه بمناقبيتهم ويشبه أطفاله ببرائتهم، ويشبه شيوخه بحنكتهم.

هذا هو الوطن الذي نطمح إليه ونصبو للبقاء فيه، والوقوف إلى جانب شعبه في أزماته اللامتناهية.

هذا هو الوطن الذي أعطى Danny Thomas مؤسس St. Jude Children’s Research Hospital في Memphis Tennessee . هو ابن شارل كيروز ومرغريت طوق من بشري، وهو الذي أصرَّ أن يُنشِئ مركزاً لعلاج سرطان الأطفال في بلدهم الأم. فكان مركز St. Jude في العام 2002. فهذا هو الإبداع اللبناني، المتلازم أبداً مع الشغف لمحبة لبنان، والرغبة الصارمة والدائمة بمساعدة هذا الوطن الحبيب.

أخيراً أود أن أتوجه بالشكر والعرفان لكل العاملين في مركز سرطان الأطفال CCC وكل الداعمين له والمشرفين على حسن سير عمله، فحبذا لو يكون لنا CCC لإنقاذ وطننا من سرطانات الفساد والهدر والعمالة.

فهنيئاً لكم في ما تفعلون، وهنيئاً لكم بمن تنقذون بجهدكم ومجهودكم، وهنيئاً لكم بعطائكم فكما يقول جبران خليل جبران: " أن تعطي من يسألك ولما هو بحاجةٍ إليه جميل ولكن الأجمل أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته".

فمبروك حفلكم ومباركٌ عطائكم. وما أعظم ما تفعلون لتكون لهم حياة أفضل كما يقول القديس يوحنا.

أتمنى لكم أمسية سعيدة وشكراً لحضوركم وأهلاً وسهلاً بكم في جامعتكم و جامعة سيدة البلمند. ​