Digital Transformation Strategies and Good Governance in Lebanon

16 شباط 2023

كلمة
الدكتور الياس وراق
رئيس جامعة البلمند

في المؤتمر بعنوان:
 "استراتيجيّات التحوّل الرقمي والحوكمة الرشيدة في لبنان"​

يوم الخميس 16 شباط 2023
اوديتوريوم زاخم

معالي وزير السياحة الأستاذ وليد نصار ، مُمثِّلاً دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي،
معالي وزير الثقافة الأستاذ محمد مرتضى،
سعادة النائب الأستاذ طوني فرنجية، رئيس لجنة تِكنولُوجيا المَعلومات النِيابيّة،
سعادة النواب،
أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة،
الأَساتذة المُحاضِرون،
الحُضور الكريم،

يُسعِدُني ويشرِّفني اليَوم أن تَستَضيفَ جَامعة البَلمند مُنتدى الحَوكمة والتَحوّل الرَقمي، حَيثُ أنَّ هَذا المَفهوم هُو مِن أولويَّاتِ مَناهِجنا الأَكاديميّة.

إنَّ اهِتمامَنا بِهذا المِضمَار إنّما يَنبعُ مِن مَعرِفتنا الأَكيدة أنَّ التَحوّل الرَقميّ هُو أَساسٌ لِتطوِيرِ المَناهِج، زِيادةُ فُرَصِ العَمل، ومُلاقاةُ التَوجّهِ الأَكاديميّ العَالميّ، إِضافةً إلى تَطوير المُجتَمع. 

إنَّ أَهميّةَ هَذا المَوضوع تَنبعُ لَيسَ فَقط مِن نَاحيةِ التَطوّرِ الأَكاديميّ وَمُجاراةِ العَصرِ بَل مِن نَاحيةِ الأَثرِ الإِيجَابيّ العَميق الذي يتَركُه عَلى مُختلف القِطاعاتِ فِي سَائرِ الُدولِ، وَتحديداً القِطاع العَامّ في لُبنان. إنَّ هَذا التوجّه إِنّما يُؤدّي أَولاً إِلى تَعزيزِ الشَفافيةِ، التي لَطالَما عَانينا مِن نَقصِها إِذا لَم نَقُل انعِدَامِها.

ثَانياً، إِنَّ فِي هَذا التَوجّه نَجِدُ الأَمَل فِي الخُروجِ مِن دَوامَّة الهَدرِ والفَساد، حَيثُ الكلُّ يَتكلَّم عَن هَاتين الآفَتينِ دُونَ تَسميةٍ أَو مُسمَّى.

ثَالثاً، إنَّ الذَهاب في هَذا المَنحى، يُفضِي لَيسَ فَقط إِلى مَزيدٍ مِن العَمَلانيّة في الأُمورِ الحَياتيّةِ المَتصّلةِ بِالمُعاملات الرَّسميةِ، وإِنّما يُريحُ المُواطِن مِن عِبءِ الرَشواتِ، والمُماطلةِ، وإضَاعةِ الوَقتِ، والاسْتِغلالِ السِّياسيّ.
نَعم نَحنُ بِحاجةٍ إلى هَكذا تَحوُّل لَيسَ فَقط تَحوُّل رَقميَ وَإِنَّما تَحوّلٌ فِي ذِهنيَّةِ التَعاطِي في مَواقعِ المَسؤولِّية، وَفي الاستِجابةِ لِحقُوقِ الوَطن والمُواطِن.

وَلكِن هَذهِ الحَوكمَة والتَحوُّل الرَّقميّ، لَا يَجب أَن يَنفيَ صِفةَ الإِنسَانيَّة فِي طَريقة تَعاطِينا في مُختَلَف المَواقِع. فَنحنُ نُؤكِّدُ عَلى ضَرورةِ إِبقاءِ المَكننةِ كَوسيلةٍ لِتسهيلِ أُمورِ الإنسان، َوليسَ لإِستبدَالِه أَو استبدَالِ إِنسانيتَّه. فَكَما العِلُم يَجب أَن يُصان بِالقِيَمِ وَالأخلاقِ، فَإنَّ التِكنُولوجيا والمَكنَنة يَجبُ أَن تُصانَ بِقيَمِنا الإِنسانيَّةِ لِيبقَى عَقلُنا هُو مَن يُدِيرُ الأَرقَام ، وَأن لَا نُصبِحَ أَرقَاماً بِلا عَقلٍ وَلا رُوحٍ وَلا قَلبٍ.

أَخيراً، أَوَّدُ أَن أتَّوجَهَ بِالشُّكرِ لِكلِّ مَن سَاهمَ في إنجاحِ هَذا المُؤتَمر عَلَّهُ يَكونَ بَادِرةَ خيرٍ وَبِدايةَ انطلاقةٍ حَقيقيّةٍ لٍبِناء مؤسساتٍ جَديرةٍ أن تَبني الوَطن الَذي نَطمحُ إٍلى بِنائِه.

عُشتُم، عَاشَت جَامعة البَلمند مِنبراً لِلعلمِ والمَعرفة،
وعَاشَ لبُنان مُتغلِّباً عَلى أَزماتِه وَصَامِداً بِشيبه وَشبَابِه.
​​​
​​


​​​​​