MOU signing with Notre Dame University Hospital

2 ايار 2023

كلمة
الدكتور الياس وراق
رئيس جامعة البلمند

في حفل توقيع مذكرة تفاهم بين
جامعة البلمند ومستشفى سيدة لبنان
جونيه

في 2 أيار 2023

المدير العام سعادة الزميل والصديق الدكتور فادي سعد،
المدير الطبي الدكتور جوزيف خليل ،
زملائي في جامعة البلمند،
أيها الحفل الكريم،

يَسرُنّي وَ يُشَّرِفني أَن أكُونَ مَعَكم اليَوم فِي هَذا الصَرح الإِستِشفائِيّ العَريق الذي يَعودُ وُجودُه إلى سَنة 1960.

إنَّ إدارة المُؤسسات بشكلٍ عام، والإستشفائية منها بشكلٍ خاص، تُشبِهُ إدارة الدُوَل والأَوطَان. فإِن كانَ رَاعِيها صَاحِبُ رُؤيةٍ في التَنمية والتَميّز، وَإِن كَان سَاعِياً وَراءَ والنَزاهَة والشَفافيَّة في العَمَلِ المَسؤُول، ومُتفانِياً في خِدمةِ مُجتَمَعِهِ وشَعبِهِ وأهلِهِ، فَلا يُمكِن لِهذه المُؤسَسة أَو ذَلِك الوَطَن إِلّا أَن يَزدَهِر ويَنمُو وَيتألَّق ويَتفوَّق.

وَهنا تَجدر الإشارة إلى أنَّ الزميل الدكتور فادي سعد قد عانى وعَايشَ فسادَ الدولة وأعتَقِد أنَّ هذا ما ساعَده ليتَجنَّب هذه الآفات في الإدارة.

لقد جِئنا اليَوم لِنؤكِّد أَننا فِي جَامِعة البَلمند سَنكُونُ سَنداً عِلميّاً، ثَقافِياً، وَوطنِيّاً يَدعَمُ وُجودَ هذه المؤسسة ويُساهِمُ في تألُّقِها العِلمِيّ وتَفوّقِها الإستِشفائِيّ.

جِئنا اليَوم لِنُؤكِّد مَرَّةً بَعد مَرَّةٍ، أنَّ الجامِعات تَتَحمَّل مَسؤُوليَّةَ النُهوضِ بِالمُجتَمَعاتِ والأَوطَان، مِن خِلال دَعمِ جَميعِ الُمؤسساتِ الحَيويّةِ والحَياتِيّة، التِي تُعنَى بِشُؤون الناسِ وآفَاتِ المُجتَمع.

نَعَم هَذا هُو هَدَفُنا وَهذِهِ هِي اِسترَاتِيجِيَّتُنا فِي جَامِعة البَلمَند، فَنحنُ نُؤكِّد دوماً أَننا مَسؤُولونُ عَن بَقاءِ بَلَدِنا وَصُمودِ شَعبِنا، وَذلِك مِن خِلالِ الحِفاظِ عَلى القِطاعَاتِ الجَوهريَّةِ التي نَشأَ عَليها لُبنان، أَلا وأهَمُّهَا القِطاعُ الإستشفَائِي وقِطاعِ التربِية والتَعليم العَالي.

فَنحنُ كُنّا وَمَا زِلنا وسَنجهَد كَي نَبقَى مُستشفى الشَرقِ وجَامِعَتَهُ. فبالِرغمِ مِن كُلِّ المَصَاعِب والأَزَمَات التِي عَانَى وَ يُعانِي مِنها وَطَنُنا وشَعبُنا، فإننا نَتَعَهَّد بِأنَنا بَاقونَ؛ باقونَ لِنشهَد عَلى قِيامةِ وطَنٍ أنهَكتهُ السِياساتِ العَشوائيّة والسِياسِيونَ الغَوغائيونَ، فَما مِن بلدٍ يَزدَهِرُ إِن حُكِمَ بِطَريقَةِ رِجالِ الأَعمَالِ أًو اِسترَاتِيجيَّةِ أُمراءِ الحَرب. فَإمَّا أَن يَبيعُوه وَيَقبضُونَ ثَمَنهُ، أَو يُغرِقُوه بِحروبٍ عَبَثيّةٍ، لِتَغطِيةِ فَشَلٍ ذَريعٍ، أَو هَوسٍ بِالسُلطةِ، أَو طَمَعٍ بِالمَال.

فَطُلاب العِلمِ في بَلَدِنا يُهاجِرُون،

وأَصحَابُ الكَفاءَةِ مِن أَطِبائِّنا يُهجَّرُون،

وكُلُّ مَا ومَن يُميِّز وَطنَنا أَصبَحَ هَدفاً لِسَرِقَةٍ مُمَنهَجَةٍ تَستَهدِفُ عُقولَ شَبابِنا وَتَستَغِّلُ قُلُوبَهُم، فَيهربُونَ وَ يُهَرَّبُونَ مِن وَطَنِهم، نَتيجةَ يَأسَهِم مِن حُكَّامٍ نَامَت ضَمائِرَهم، واِختَفَت إِنسانيَّتَهم، وَطَغَت أَنانِيَّتَهم، وتَلاشَت وَطَنيَّتَهم.

لِذلِكَ أعود لإِؤَكِّدَ أنَّ وجُودَنَا اليَّوم إِنَّما هُو بُرهانٌ أَنَّ هَذا الوَطَن سَيَبقى صَامِداً بِعلمِ شَبابِهِ، وكَفاءة أطِّبائِهِ، وَتَميُّزِ مُستشفياتِهِ، فَمَهما كَثُرَت المَصاعِب ومَهما تَعاظَمَت الأزَمَات، سَنبقَى مُتكاتِفين فِي وَجهِ الظُلمِ، يَقظينَ فِي وجهِ المُتأمِرينَ لِأَنَنا رُوحُ هَذا الوَطنِ وسَببُ وجودهِ.

عُشتُم وعَاشَ لُبنان، مُتألِّقاً بِجامِعاِتِهِ، زَاهِياً بِأطِّبائِهِ، مُتَميِّزاً بِمُستَشفَياتِهِ.
​​


​​​​​