Renewable Energy Conference

8 اّب 2023

كلمة
الدكتور الياس وراق
رئيس جامعة البلمند


في مؤتمر
"الطاقة البديلة ودورها في حل أزمة الطاقة في لبنان"

8 آب 2023
سوق الغرب - جامعة البلمند

أَصحَاب المَعالي والسَعادة،
الزُملاء الكِرام،
الحُضور الكُريم،

يُشرفني اليَومَ أَن أُرحِّبَ بِكُم فِي رِحابِ جَامعةِ البَلمند فِي فَرعِها فِي سُوق الغَرب، بَلدةٌ عَزيزةٌ مِن بَلداتِ الشُوفِ الحَبيب.

جِئنا اليَوم لِنؤكِّد عَلى دَورِ الجَامعاتِ عَامَّةً، وَجامِعةُ البَلمندِ تَحدِيداً، فِي اِيجادِ الحُلولِ فِي زَمنِ الأزَمَات. وَكم نَحنُ بِحاجةٍ إلى كَمٍّ مِنَ الحُلول، لِهذا الكَمِّ مِنَ الأَزَماتِ التي لَم نَزل نَتخبَّطُ بِها مُنذُ سِنينٍ، إذا لَم نَقُل مُنذُ عُقودٍ.

إننا اليَوم فِي زَمَنِ التَحوُّلات، تَحوّلاتٍ فِي مَصادِرِ الطَاقة، وَتحوّلاتٍ فِي فَهمِ المَعلوماتِ، وَتَحوُّلاتٍ فِي نَمطِ الحَياةِ - وآخِرُ هَذِهِ التَحوُّلاتِ هِيَ بُروز الذَكاءِ الإِصطِنَاعِي.

نَعم لِتطوُّرِ المَعرِفةِ، وَنَعَم لِازدِهارِ التِكنُولُوجيا، وَنَعم لِتَسهيلِ حَياةِ النَاس، وَلَكِنَّ الَلاء الكُبرى الَتي نُصِرُّ عَليَها، أَن تَنتَفي الأخلَاقُ وَالقِيمُ مِن مَعاييرِ المَعرِفَةِ وَالعِلمِ.

جِئنا اليَوم لنِبحَثَ في أَزمَةِ الطَاقةِ الَتي لَطاَلما تَخَبَّطَ فِيها لُبنان، وَعَانى شَعبَهُ مِن اِنعدَامِها. فَالطَاقةُ فِي زَمَنِنا هِي مَصدرُ الاِستِمرارِ وَأَساسُ الازدِهارِ. فَمِن دُونِها لَا تَبَلوُر فِي حَضارةٍ، وَلَا رَجاءَ فِي مَعرِفةٍ.

فِي زَمَنِ البَدائِلِ، تَبقى الطَاقةُ البَدِيلةُ هِيَ أَبرزُ الحُلولِ لِمشاكِلِ العَصرِ في العَالمِ عَامّةً، وَفِي لُبنان خَاصّةً، فَهِيَ ذَاتُ مَنافِعٍ عَديدةٍ وَمُتعدِدَةٍ، فَمَصدَرُها طَبيعة الخَالِق مِن شَمسٍ وَهَواءٍ وَمَاءٍ.

وَرَواسِبُها أَنقَى مِن تَلوُّثِ المَحرُوقاتِ واستِدامَتُها بَاقيةٌ بَاقيةٌ، طَالما أَشرَقت الشَمس، وَهَبَّ النَسِيم، وَهَطَل المَطَر.

وَالأهَمّ مِن هَذا كُلِّهِ أنَّها لَا تُسرَق وَلا تُحتَكرَ فِي زَمنٍ كَثُرَ فِيهِ أهلُ النَهبِ، وَالنَصبِ، وَالِاحتِكار.

فَاستِخدَامُ الطَاقةِ البَديلةِ تَخلُق حُلولاً لِمَختَلَف قِطاعاتِ الاقِتصَادِ، وَالاستِشفَاءِ، وَالاستِثمَارِ، وَالازدِهَارِ وَتَحفِيزِ الاستِدَامةِ، وَخَلقِ فُرَصَ عَملٍ لِعَيشٍ كَرِيمٍ.

وَهُنا لَا يَسَعُني سِوَى أَن أَشهَدَ شَهادَةَ حَقٍّ لِشَعبِ لبُنان المَظلُوم، كَيفَ تَميَّزَ بِصُمُودِهِ وَ صَلَابَتِهِ، وَنُبُوغِهِ فِي اِبتِكارِ الحُلولِ لِلتغلُّبِ عَلَى الأَزَماتِ الَتي تَترَاكَم وَتتَوالَى.

وَ لا بُدَّ لِي أَن أَستذِكرَ وَأَنا فِي هَذِهِ المِنطَقَةِ العَزيزةِ مِن لُبنان، كَيفَ قَامَ حَسن حَمزة (أَو أَخوَت شَناي) بِجَرِّ مِياهِ نَبعِ الصَفا لإِنقَاذِ النَاسِ مِن شَبحِ المَوتِ عَطَشاً. فَكَم نَحنُ بِحاجةٍ إلى هَذا النَوعِ مِنَ "الخَوَتان" لِإِنقاذِ لُبنان.

مُجدداً، أَهلاً بِكم فِي جَامِعتِكُم، جَامعةُ البَلَمند، وَأَتَوَّجهُ بِالشُكر لِكُلِّ مَن سَاهَمَ فِي اِعدَادِ وَنَجاحِ هَذا المُؤتَمر العِلميّ العَمَليّ.

عُشتم وَعَاشت البَلمند مِنبَراً لِنَشرِ العِلمِ وَ لِاجتِرارِ الحُلولِ،

وَعَاشَ لُبنان بِصمُودِ شَعبِهِ وَنُبوغِ شَبابِهِ.


​​​​​